الجمعة، 2 أكتوبر 2015

"التعليم": بدء تطبيق الحد الأدنى للأجور بالمدارس الخاصة

أعلنت وزارة التربية والتعليم البدء بتطبيق الحد الأدنى لأجور العاملين في المدارس الخاصة.

وقال مدير عام التعليم العام بالوزارة محمد صيام إن الحد الأدنى سيكون بقيمة 1020 شيكل،  واتاحة المجال للعمل بنظام الساعة في المدارس الخاصة.

وأكد صيام خلال حفل إعلان تطبيق الحد الأدنى للعاملين بالمدارس الخاصة، اليوم الأربعاء، أن وزارته تعمل جاهدة لتكون المدارس الخاصة ضمن منظومة المدارس الحكومية والارتقاء بها للأفضل تحقيقا لمصلحة الطالب والمعلم والوطن.

وأشار صيام إلى أن وزارته توازن في تحركاتها وأنشطتها بين المصلحة العامة للمدارس الخاصة ومعلميها وطلابها، لتحقيق خدمة اجتماعية وتعليمية مناسبة ومرموقة لكل منهم.

ولفت صيام عن إنجازات التعليم الحكومي وحصولها للمرتبة الأولى على المستوى العربي والشرق الأوسط في قلة عدد الأميين، مشيرا إلى عملية البدء في إعداد مناهج رياض أطفال موحدة بالضفة والقطاع، وإنشاء 7 رياض أطفال حكومية بالقطاع.

من جهته قال د.كمال محفوظ مدير عام التفتيش وحماية العمل، إن قانون العمل الفلسطيني يكفل للمعلم الحد الأدنى من الأجور والإجازات ومكافئة نهاية الخدمة، وتحقيق رضا وظيفي للعاملين.

وأوضح أن تنفيذ سياسة الحد الأدنى من الأجور ستتم من خلال الزيارات الميدانية والحملات التوعوية، وتذليل العقبات الموجودة لدى المعلمين، والتدخل في المرحلة القادمة بتطبيق هذه السياسة لمؤسسات المجتمع المدني الأخرى.

وفي ذات السياق بيّن رئيس جمعية المدارس الخاصة ورياض الأطفال نشأت الحمارنة ، أهمية تحديد الأجور، معتبرا أنها تكمن في تقدير المعلمين وخدمتهم مما يعود بالفائدة التربوية والتعليمة على الطلاب.

رابط الخبر على وكالة الرأي

الأحد، 10 مايو 2015

ناشطون يغردون بفكرة العودة لأرض الآباء والأجداد

خلال فعالية بذكرى النكبة
ناشطون يغردون بفكرة العودة لأرض الآباء والأجداد
غزة/سامح السرحي

يكتبون بأيديهم عن ذكرى النكبة الفلسطينية التي تعبر عن ماضيهم وحاضرهم، وأمامهم شاشة الحاسوب التي تساعدهم على التغريد بأفكار القضية الفلسطينية وايصالها للعالم ، مستحضرين في أذهانهم حبهم للوطن المسلوب وفكرة العودة لأرض الآباء والأجداد.

يحدثنا الناشط الإعلامي خالد صافي أحد المشاركين في التغريدة الفلسطينية " إن هذه الفعاليات تهدف لتفعيل دور الشباب الفلسطيني للتغريد والحديث عن النكبة الفلسطينية والقرى والمدن الفلسطينية وفضح المذابح الإسرائيلية التي ارتكبت بحق أهلنا حينها".

ويأمل صافي أن تكون هناك رسالة واضحة للعالم أجمع من خلال التغريد على تويتر حيث أن هناك فلسطينيون يتحدثون عن نكبتهم حتى تظل حاضرة في نفوس الجميع إلى حين العودة لقراهم ومدنهم.

ويقوم الفلسطينيون في كل عام بإحياء ذكرى النكبة بمختلف الفعاليات والأنشطة المجتمعية وذلك من خلال المسيرات الشبابية أو المشاركة على شبكات الإنترنت بمختلف الأخبار التي تطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بعودة اللاجئين إلى أراضيهم المحتلة.

وعن بعض التغريدات التي شارك بها الناشطون في فعاليتهم، يشارك الناشط الشبابي حمزة رضوان بتغريدته "لو أعطوني مداد وطني ذهبًا وفضة.. لن أتخلى عن فلسطين مهما كان" معبرا في ذلك عن حبه لأرضه ووطنه وتراث آبائه وأجداده التي سيشتم رائحة عطرها عما قريب.

ويغرد مجموعة من النشطاء الإعلاميين في فعالية نظمتها اللجنة التنسيقية والمركز الشبابي الإعلامي لإحياء ذكرى النكبة، ضمن فعاليات إحياء الذكرى الـ67 للنكبة، وذلك تحت اسم فعالية "التغريدة الفلسطينية"
ويؤكد الناشط حمزة "إن تغريدة واحدة كفيلة بتغيير فكر شخص حول القضية المطروحة من خلال شرح المغرد لقضيته، والتي نجسدها اليوم واقعًا عبر تغريدنا عن قضية نكبة الشعب الفلسطيني".

من جانبها، استضافت بلدية غزة أصحاب الفعالية في قرية الفنون والحرف، التي تضم أغراضًا تراثية قديمة، وأدوات من الحياة الفلسطينية قبل النكبة.

وقال مدير عام الشؤون الثقافية ببلدية غزة عماد صيام: "إن البلدية رحبّت بالفعالية لإرسال رسالة بأننا ندعم ونشجع من يقوم بفعاليات لإحياء قضية فلسطين وإيصالها للعالم الخارجي".

ودعا صيام الشعب الفلسطيني، في كلمة له خلال افتتاح اليوم التغريدي، إلى التمسك بحقه في العودة، وبالتراث العربي الأصيل، وبأرضه وعقيدته وثوابته، التي ما تخلى عنها أبدًا ولن يتخلى تحت أي ظرف كان."

مجال الخطابة يزيد من موهبتي ويرفع همتي

مجال الخطابة يزيد من موهبتي ويرفع همتي
غزة- سامح السرحي
كعادته كل يوم، يخرج الطفل محمد أبوعاصي (15 عام) من بيته ممسكا بيده البيضاء التي تسعى للخير بأخيه الصغير، ليوصله إلى المسجد الذي ينوي الخطابة فيه، ومن ثم يصعد على المنبر ويصدح بأعلى صوته نحو المصلين بكلماته القوية التي صنعت منه خطيبا ماهرا رغم صغر سنه.
وُلِد محمد بصيرا يرى ما حوله، غير أنَّ قدرُ الله أراد له أن يكمل حياته مكفوف العينين، وذلك لإصابته منذ الطفولة بمرض تجلط الدم في الجسد الذي أثر على شبكية وقرنية عينيه، فأصبح يشعر تدريجيا بغبش وفقدان للرؤية إلى أن فقدها كليا وهو بالصف الرابع.
ويعيش محمد بين أسرة متواضعة ميسورة الحال، حيث يبلغ من العمر خمسة عشر عاما ويدرس بالصف الأول الثانوي، وهو الرابع بين ترتيب إخوته، ويحفظ من القرآن الكريم أربعة أجزاء، ولديه عدة مواهب أخرى بجانب الخطابة وهي " تلاوة القرآن الكريم بالتجويد، والنشيد، وإلقاء الشعر، والتمثيل، والتقديم الإذاعي".
وعن حبه للخطابة يقول محمد "شكري لله يزيد من مواهبي وقدراتي، حيث أنني أعطي اهتماما كبيرا لهذه الموهبة وأضع كل جهدي للعمل على صقلها وتنميتها بشتى الوسائل والأساليب المتنوعة كالسماع للمشايخ والدروس الدينية وقراءة الكتب التي أتحصل عليها من بعض المكتبات الخاصة بالمكفوفين".
كان الهَمّ الأكبر لمحمد هو توجيه الناس للخير وتبليغهم دعوة الإسلام الصحيحة، الذي دفعه لحب الخطابة والشعور بأهمية تنميتها ، فالناس تحتاج إلى الداعية والخطيب الذي يؤثر فيهم ويلامس قلوبهم،
وأضاف :" لا شك بأن كل إنسان لديه موهبة بسيطة ولكن مع الزمن يستطيع تطويرها والنجاح بها ".
وكان والده أول من شجعه للاستمرار في إلقاء الخطب والدروس الدينية، وممن أخذ بوصيتهم والدته المتوفية قبل نحو أربع سنوات حيث كانت تقول له: " احفظ القرآن يا محمد، بدي إياك تكون داعية " مما شجعه ذلك على اقتناء هذه الوصية في صدره والإصرار على تطبيقها.
عَلَت الابتسامة وجه محمد وهو يتحدث عن صعوباته ، قائلا " كل إنسان عادي يواجه صعوبات، لكنَّ الإرادة تكسر هذه الصعوبات " مستشهدا بقول الشيخ عبدالحميد كشك في أحد دروسه " إذا وجدت أي عقبة فاقفز عنها ولا تدعها تقف حاجزا أمام طموحك ".
ومن الصعوبات التي كانت تقف حائلا في بداية مشواره الخطابي، صعوبة الحصول على الدروس الدينية المكتوبة بطريقة "برايل"، الأمر الذي دفعه للبحث والسعي إلى الحصول على هذه الماكينة التي تكتب بهذه الطريقة، كي يسمع الدروس ويكتبها بنفسه ويقوم على طباعتها وقراءتها.

وفي مسجد أم المؤمنين عائشة بحي الزيتون، يقف أبوعاصي على المنبر الذي أحبه ويتحدث فيه بصوت الواثق من نفسه عن أهوال يوم القيامة وأحوال المؤمنين في الجنة، ومن مسجد إلى مسجد تطورت معه موهبة الخطابة التي تدرجت به لصعود منبر الجمعة أمام المصلين بمسجد ساق الله.
وعن الطموحات التي يحلم فيها محمد يقول " سأدرس الدراسات الإسلامية أو الصحافة والإعلام حتى أبلغ رسالة الإسلام السمحة وأساسيات التعامل بين الناس، وسأعمل على تسجيل ونشر الخطب الدينية على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الإنترنت، ويسعدني أيضا المشاركة في المسابقات العالمية والدولية في مجال الخطابة التي تزيد من موهبتي وترفع من همتي"
ومع كل نبضة قلب من جسد محمد يتابعها تفكير سليم وهادف تدفعه بأن يردد دائما في جلساته مع إخوانه وأحبابه المكفوفين " لا تيأسوا ولا تحزنوا واصبروا فإن الله سبحانه وتعالى مع الصابرين واعلموا أن المعاق ليس معاق الجسد ولكن المعاق هو معاق القلب والفكر والعقل".



شركات إبداعية بغزة تنافس السوق العربي

باهتمام واسع من الجامعة الإسلامية
شركات إبداعية بغزة تنافس السوق العربي
غزة/ سامح السرحي

" خليك مختلف ،، واصنع لشركتك مكانا في المجتمع" بهذا بدأ عرض فيديو ترويجي لشركة ماجيك لينس، التي يمتلك أفرادها فن إبداعي يجمع بين قوة الخيال والابتكار، ليعبروا عنها بشكل يبهر العين وينساب إلى ذهن المشاهد حتى يظل عالقا في ذاكرته.
وتعمل الشركة في مجال التصميم وإنتاج الفيديو الترويجي للشركات والمؤسسات في المنطقة العربية وخاصة دول الخليج.
وقال مدير الشركة المهندس أحمد لافي إن " خطة عمل الشركة تقوم على تسويق المنتج من خلال طلبات العملاء في الداخل والخارج للفيديو والرسوم، وكتابة سيناريو للمنتج المطلوب ورسمه وتحريكه بواسطة برنامج (الأفترافكت) وتقديمه للعملاء بشكل جميل يبهر العين".
من جانبه أكد الأستاذ أسعد اشتيوي أن شركته قدمت انجازات كبيرة على المستوى العربي وخاصة دول الخليج، حيث تم تنفيذ أعمال انتاجية لشركات عقارية سعودية، وفيديوهات ترويجية لجامعة الأميرة نورة السعودية.
يشار إلى أن ماجيك لينس واحدة من الشركات التي تقوم باحتضانها الجامعة الإسلامية ضمن مشروع حاضنة الأعمال والتكنولوجيا، التي تعمل على دعم الأفكار الناشئة وتطويرها إلى شركات تسويقية وتقنية رائدة في مجالاتها ومنافسة للأسواق الدولية.
وبالرغم من قلة الامكانيات وظروف الحصار الصعبة إلا أن  لافي  يؤكد أن " طاقات الشباب الفلسطيني المبدع قادر على أن يبدع ويتحدى الاعاقات التي أمامه، ويصل نحو الريادة في السوق المحلي وترويجه للخارج".
وفي محاولة جادة لدعم وتشجيع البحث العلمي وتوفير فرص عمل ريادية وإبداعية للشباب الفلسطيني، أقامت كلية التجارة بالجامعة الإسلامية المؤتمر العلمي الخامس " الريادة والإبداع في تطوير الأعمال الصغيرة " حيث يعتبر أول مبادرة من غزة المحاصرة يرفع راية الإبداع ويفتح الأمل لدى الشباب ويحفظ كرامتهم.
وبمشاركة فاعلة ومميزة وأصيلة للتراث العربي والفلسطيني، تقوم شركة كرداش للمشغولات اليدوية بتوفير ملابس ومقتنيات تراثية تناسب أذواق الزبائن وتطلعاتهم بأعلى جودة وأقل سعر وتوصيلها لأي مكان بالعالم.
وأكدت حليمة عبدالعزيز منسقة كرداش أن هذا المعرض هو " السوق الحقيقي للحفاظ على الهوية الفلسطينية والتراث الوطني ونقله للأجيال القادمة ".
وأضافت عبدالعزيز أن رسالة الشركة تقوم على " إنتاج مشغولات يدوية فلسطينية الصنع، واستغلال مهارات العاملات بشكل احترافي وتسويقها للزبائن حول العالم بما يلبي رغباتهم ".
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي، قال رئيس المؤتمر الدكتور سالم حلس إن " ريادة الأعمال تحظى باهتمام دولي واسع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودورها في احتضان الشباب، وتشجيعهم على استغلال الفرص وتوجيه المجتمع نحو تطوير ورعاية المشاريع الصغيرة في كل المعوقات ".
من جانبه أكد كمالين شعت رئيس الجامعة الإسلامية بأن حدث اليوم بما يتناوله من جوانب مختلفة للريادة والإبداع يمثل نقطة هامة في الإبداع على مستوى العالم في النظام التعليمي الجامعي.

وشارك في المؤتمر العلمي الخامس العديد من الشركات والمؤسسات الناشئة التي تعرض أعمالها ومنتجاتها الريادية الداعمة للسوق المحلي الفلسطيني والعمل على تنميته خارجيا.

الخميس، 30 أبريل 2015

البيوت المدمرة .. ذكريات لا تنتهي

البيوت المدمرة .. ذكريات لا تنتهي
غزة/ سامح السرحي

" قوم يا امي ،، اتأخرت على الجامعة ، يلا شد حالك ،،، آآآخ يُـمّـا والله تعبت كل يوم وأنا بأروح مشي على الجامعة " هكذا يبدأ بلال مشواره الجامعي في صباح كل يوم بشعور من الألم والمعاناة نتيجة الهدم الكلي والقصف الذي أصاب منزلهم مباشرة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وعلى زقزقة وأنغام العصفور الذي يمتلكه ويعتني به بلال، يستيقظ بنشاط وهمة بجانب هذا العصفور الجميل، الذي له الفضل الكبير في تجديد روح الأمل والتحدي لديه، ويأخذ بيد أمه ويقبلها كل صباح طالبا منها الدعوات بأن يرزقه الله التوفيق والنجاح.

ويذهب بلال إلى جامعته مشيا على الأقدام كغيره الكثير من الشباب الذين تهدمت بيوتهم وقصفت، حيث إن أغلبهم لا يمتلكون نقودا تكفيهم لتغطية رسوم الجامعة ومواصلاتها، فتأخر الإعمار وارتفاع تكاليف الآجار والآباء العاطلين عن العمل وشح رواتب الموظفين، دفع أهالي المتضررين إلى الاستدانة من أجل لقمة عيشهم ومكان سكنهم الساتر لهم.

لم يكن حال بلال مع أصدقائه مثل غيره، فتراه مبتسما ضحوكا يدفع بآلامه وأوجاعه ويرميها بعيدا تطبيقا لوصية أبيه وأمه بأن يصبر ويحتسب، فكما هدموا بيوتنا فسوف نعمرها ونبنيها بأيدينا من جديد رغم أنوف الاحتلال.

ويعيش حوالي (10604) عائلة من عائلات قطاع غزة الذين هدمت بيوتهم، ويقطنون في منازل أقاربهم أو في بيوت الآجار التي أصبحت شحيحة وبالكاد تجد هذه العائلات بيوتا تستأمن فيها بأبنائها وأطفالها.

في حين يقول بلال (19) عاما " أسكن في بيت صغير وضيق بالآجار، وبه غرفتين ، واحدة لأبي وأمي والثانية لأخي المتزوج، وصالونا صغيرا أنام به أنا وأختي التي تكبرني بثلاثة أعوام".

وأضاف " أبي عاطل عن العمل ونتيجة لارتفاع أسعار البيوت المستأجرة اضطر بنا الأمر إلى استئجار بيتٍ صغير"

ويمتلك بلال صديقا يداوي جروحه وآلامه، فهو ليس صديق عادي يعرفه فقط، فتراه دوما بجانبه يسئل عنه ويطمئنه ويزيد من عزيمته ويقول له إن كل البيوت التي هدمت سيتم بناؤها من جديد وبشكل أفضل.

من جانبه ينتظر الآلاف من المواطنين المهدمة بيوتهم أشهرا عديدة، ليتقاضوا على دفعات التعويضات المالية المستحقة لهم من دول العالم العربي والأوروبي التي وعدتهم بإعمار بيوتهم، وادخال المواد اللازمة لذلك.

وعلى أنقاض بيتهم المهدوم ينظر يُمنة ويُسرى على ما أصاب هذا البيت من الدمار، وفي عينيه الحزن الشديد الممزوج بعزيمة الأبطال، فيدرس بلال فوق الأنقاض بإصرار وعزيمة لا تلين ، ويقول " مهما أصاب الإنسان من صعوبات وشدائد، لا يعني ذلك أن نجلس مكتوفي الأيدي، ولكن سنخرج من رحم المعاناة ونقول للعالم سننتصر بإرادتنا ودراستنا وتفوقنا".

ومن حين لآخر يخرج أصحاب البيوت المهدمة بالمسيرات؛ وذلك تنديدا واستنكارا بتأخر الإعمار وازدياد الحصار الإسرائيلي، فلا أحد يسمعهم ويشعر بهم، حيث إن الاتفاق الذي عقد في مؤتمر القاهرة، تعهدت به دول مانحة كثيرة بإعمار ما تم هدمه إلا أنهم تخلفوا عن ذلك، مما سبب يئسا واحباطا كبيرين لدى المواطنين وأصبحوا في حيرةٍ من أمرهم.

وبنوع من الحنين والألم واسترجاع الذكريات يجلس بلال مع صديقه على ضفاف أمواج البحر، المتنفس الوحيد لمن ضاقت به الحياة، ويكتبون سويا على رمل الشاطئ بجملة تستحيل النسيان ويغردها كل فلسطيني "إنا باقون ".



السبت، 18 أبريل 2015

يوميات حياة وأمل .. 5




انقسامات وصعوبات
الشاب الفلسطيني كغيره من الشباب يحلم بآمال وطموحات كبيرة يعاني كثيرا في تحقيقها في ظل الانقسامات والحصار الذي يعانيه شعب فلسطين وخاصة الشاب في غزة، فهو أكثر معاناة ويعاني القسوة من الجميع حيث ما زال أهل غزة تحت نيران الاحتلال ويدفع يوميا من ماله ودمه ثمنا للحرية والكرامة، وها هو يحمل على كاهله عبئا كبيرا بعد تخلي الجميع عنه واغلاق للمعابر والحصار وعدم صرف الرواتب وعدم توفر الوظائف، بل إن الشاب الغزاوي لم يعد يسمع عن بطالة عمل لمدة أشهر قليلة يعمل بها، حيث بات العمل شيءٌ صعب ويستحيل الحصول عليه وذلك بتآمر من الدول العربية المجاورة ومن الحكومة نفسها الحاكمة لفلسطين والتي تسمى بحكومة الوفاق الفلسطيني، فما زالت تلك الحكومة تتمتع بل وتستلذ على تبرعات الاعمار وفك الحصار وتقوم بسرقة هذه التبرعات لصالح جيبها أو مصالحَ شخصية، ثم يقولون عليكم بضرب غزة وانهاء ما فيها من انقسام، أي انقسام وأنتم الذي أوجدتموه ؟ هل سمعتم مطالب الشباب ؟ أم أنكم لا ترون ما يجري ويدور..
فإلى الأمام يا شباب فلسطين فأنتم أحرار وغدا ستزول القيود وتتحقق الأحلام.
متنفس القطاع
يعتبر شاطئ البحر الأبيض المتوسط الذي يطل على غزة المتنفس الوحيد لشعب غزة، فهو الفاكهة المُرة التي تعطيه شيئا من حلاوة الأيام التي يعيشها في ظل الحصار المفروض عليه، لعل هذا الشعب  يجد مفرا من الحصار الذي يعانيه في قطاع غزة ، فمعبر بيت حانون المنفذ الشمالي لغزة أقفل أبوابه في وجه المواطنين ، ومعبر رفح البري  البوابة الجنوبية لغزة ما زال مؤصدا ومقفلا في أوجه المسافرين ، والمعابر التجارية الموجودة بالشرق من غزة  منعت قوات الاحتلال وصول المواد الغذائية إليها، فتجد الشاب والمرأة والطفل والشيخ على شاطئ هذا البحر يعبرون عن خلجات قلوبهم من ضيق وهم وحصار مفروض، فيكتسبون من موجات البحر أملا نحو بزوغ الفجر ويتذوقون من ماءه المالح
الصبر على المواجهة ومجابهة هذه الحياة الصعبة.

غزة أقوى وحدها
راهن الكثير من السياسيين الفلسطينيين الكبار على مشروع تحويل أوسلو إلى دولة فلسطينية على حدود عام 67، ولكن للأسف كان رهانهم خاطئا وعبثيا ودون تفكير، والذي انتهى بهم إلى ضياع الضفة الغربية وبناء المستوطنات والشوارع والبلدات الاستيطانية وبناء المزيد منها مما يشير إلى حجم الخسارة التي لحقت بفلسطين وراء مفاوضات عبثية، حيث كان الكل منهم يتأملون في الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة ويراهنون على فوز تسيبي ليفني وهرتسوغ ، وماذا يختلف بينهم وبين رهانهم فكل أطياف الأحزاب اليهودية هدفها ووجهتها واحدة وهي أنهم لا يختلفون في يهودية الدولة الفلسطينية ويسعون إلى امتلاك المزيد من الأراضي والبؤر الاستيطانية، فكان رهانهم من أجل التسويف وحالات الضعف التي يمتلكونها أمام عدوهم ( ان كانوا أعداء لهم )، وهذا كله من أجل الوقوف أمام أعمال المقاومة في الضفة وغزة والتي أثبت نجاحا كبيرا في صد العدوان المتكرر على غزة وعقد صفقات تحرير الأسرى، ولو أن هناك قيادات سياسية واعية وتخاف على شعبها ووطنها عليها أن تعلم أن طريق أوسلو إنما هو طريق مسدود تماما.

يوميات حياة وأمل .. 4


حصار يقابله إعداد
ما زال الشعب الفلسطيني أسطورا في المواجهة والإعداد وخاصة بعد تجربته المتواضعة بالحروب الأخيرة على قطاع غزة كحرب الفرقان والسجيل ، آخرها العصف المأكول ، فالتحالفات الدولية بمشاركة إسرائيل تسعى لإجهاض عمليات المقاومة العسكرية والأمنية وإفشالها ونزع سلاحها ، انتهاء بعزل القدس والضفة عن غزة ، ولم يعد بعدها بمقدور المواطن الغزي إلا الدفاع عن أرضه ووطنه بنفسه وماله كي يسطر أروع معالم التضحية والفداء، فهكذا تربى في أحضان أجداده وآبائه على الشجاعة والبسالة في المواجهة ، فهو يعلم أن الله ناصره ومؤيده ولن تثنيه كل هذه المؤامرات عن الهدف الأساسي هو وحدة الشعب وتحرير الوطن وماذا بعد الصبر إلا الفرج.

رياضة أم دراسة
لم يعد بمقدور الطالب الجامعي في غزة بعد مغادرة جامعته ، الانتظار لساعات كي يتلقف سيارة التاكسي والتي غالبا كل خمس دقائق يشير بيديه لواحدة تمر من أمامه ، وذلك نتيجة ازدحام الطلاب المغادرين لجامعاتهم في المقابل عدم اكتفاء السيارات المارة لتوصيل هؤلاء الطلاب لمنازلهم وقلتها ، فهناك على أبواب الجامعات تجد طابورا طويلا من الطلاب ينتظرون ولا يسعهم حينها إلا المشي على أقدامهم برفقة زملائهم ، مما يعطي للطالب فرصة تجديد النشاط خلال ذهابه وإيابه يحرك بها عضلاته كي تتفتح مداركه وعقليته، فيبدو بعدها مهتما في دراسته ، ناهيك لمن أراد بهذا المشي أن يحافظ على جسمه ويخسس وزنه.

عريس يملك شقة

لعل الناظر إلى أوضاع شباب غزة وحالهم الميسور يتعجب من إقدامهم على الزواج وهم لا يمتلكون أدنى مقوماته الأساسية كالمهر والشقة والعمل ، فتجد أحدهم إما عاطلا عن العمل أو موظفا بدون راتب أو حتى تاجرا تبدو عليه علامات الخسارة ، مما يتفاجأ هذا الشاب بعد تقدمه لخطبة العروس المصون واصطدامه بطلبات أبيها بعدة شروط ومتطلبات غير متناهية بدءا بالمهر المقدم والمأخر الذي يفوق الأربعة آلاف دينار وثانيها الشقة المشطبة يتبعها بعد ذلك تكاليف يوم العرس الباهظة كالوليمة والحفلات المتعددة والصالة ويوم الحنة، فقليلا من الشباب من يوافق على هذه الشروط لعدم وجود البديل ليجد نفسه في النهاية صاحب الظهر المقصوم. 

يوميات حياة وأمل .. 3


يوم الأرض
من لا يملك الأرض لا يملك الوطن، ومن لا يملك الأرض والوطن لا يملك حياة كريمة، وهذا هو حال الشعب الفلسطيني الذي يفتقد إلى الحياة الكريمة بفعل التهجير والطرد من أرضه المسلوبة على أيدي اليهود في عام 1948 حيث كانت نكبة حقيقية على هذا الشعب المظلوم، فلا يملك أبناء الضفة الغربية بيوتا يبنون عليها منازلهم، ولا حتى أراضٍ يزرعون فيها محاصيلهم، وهناك مزيد من التهويد والاستيطان واقتطاع الطرق وفصل المدن بالحواجز والتفتيشات اليومية، فكرامة الشعب الفلسطيني الصابر المظلوم هي كرامة الحرية التي يحلم فيها في تحرير وطنه، فهذا الشعب معلوم كما هو الواقع المرير الذي يعيش فيه ورغم عتمة الليل وسواده إلا أنه ولّد لديه العزيمة والإرادة والثقة الأكبر في استعادة أراضيه المسلوبة بغير وجه حق وهي استعادة محققة بإذن الله.
حكومة وعودات
أزمات مالية خانقة وتقشفات في جيوب الموظفين في غزة بدت على وجوههم، نتيجة الحصار المفروض عليهم وعدم استلام رواتبهم من حكومة الوفاق الفلسطيني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، وذلك لاعتبارات عديدة يراها الدكتور ورئيسه عباس، التي يريدون أن يفقدوا حق الموظفين وعدم الاعتراف بشرعيتهم رغم أنهم هم من جاؤوا وارتقوا بغزة وحفظوها من الفساد والضياع في حين أن غيرهم جلس في بيته بأوامر من يرأسه، وفي ظل التآمر على هذا الموظف، شرَّف الحمد الله غزة بزيارتها والوقوف على مشاكلها الراكدة وبعد الجولات والتفقدات الروتينية والمألوفة قام بالوعودات والكفالات بأن يتم حل جزء من مشاكل القطاع كما تم سماعها كثيرا، واعجبي على تكلفة هذه الزيارة والتي لم تتجاوز اليومان حيث بلغت مائة ألف دولار كما تقول المصادر من نثريات ووقود سيارات وطعام وشراب وفندق خمس نجوم وكل ذلك يُأخَذ من أموال وحقوق هذا الموظف الغلبان ولا حياة لمن تنادي.
مقدسيات ولكن
في ظل الانتهاكات التي يعانيها الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسي، تجد الفلسطينية وفي يوم الأم ويم المرأة أول من واجهت وتحدت المحتلين والغاصبين لباحات المسجد الأقصى وغيرها من المقدسيات بقوة وعزيمة لا تلين، فهي التي تنجب الأبطال وتعلمهم دروس التضحية والفداء والعزة والشموخ في وجه المحتل، فالهجمات المتكررة والمتتالية من قبل شرطة الاحتلال والمستوطنين على المقدسات الإسلامية في فلسطين زادت من وتيرة التحدي والصمود في نفوس الأمهات والمقدسيات بأغلى ما يملكون، مما يبعث ذلك في النفس شيئا من الطمأنينة والأمل بأن الخير مع النصر قادم، فتعسا لأمة ولشعب ولإنسان يتحدثون عن الشجوبات والاستكارات وتنام بملئ أعينها ولا تحني خجلا من رباط المقدسيات، فأين الضمير العالمي الذي تتغنون به؟ وأين الضمير الإنساني؟

يوميات حياة وأمل .. 2


درهم وقاية
تعتبر الوقاية من المرض أكثر سلامة من العلاج  حيث يقول المثل: «درهم وقاية خير من قنطار علاج»
وتعد النظافة بكافة أشكالها وأنواعها من أهم متطلبات الوقاية. خاصة وأن مبدأ الطهارة الإسلامي هو أعظم مبادئ الصحة الوقائية في العالم. وقد بين لنا التوجيه النبوي الكريم ذلك في أحاديث كثيرة، والوقاية من الأمراض
هو عبارة عن اتباع الإنسان حمية مشددة وعدة اجراءات وتنبؤات تحد من تداعيات المرض، كذلك المحافظة على صحة الانسان من الأمراض المعدية وغير المعدية
، والكثير من الناس يعتقد أن اتباع الانسان لمثل هذه الاجراءات انما هو يقوم على حرمان نفسه وعدم إشباع رغباته من عدة أشياء، فيجب العلم بأن الوقاية تجعل الواحد منا يعيش حياة سعيدة وكريمة لأطول فترة ممكنة بإذن الله، كما أن استخدامنا لنظام غذائي مفرط وغير مقيد يسبب للإنسان العديد من الأمراض كالسكري وأمراض القلب والسرطانات، لذا لابد من التركيز على الكيف لا الكم من الأنظمة الغذائية.
عصر الاحترام
نجد كثير من الناس يتبادلون المجاملات والاحترامات فيما بينهم " لغويا " فلا تسمع منهم ألفاظا بذيئة ولا أقوالا خبيثة، وهؤلاء من أجمل وأروع الأشخاص، فكيف بهم لو أنك رأيت صنفا من هؤلاء الناس يبتسمون في وجهك ويبيتون لك كل الود والاحترام أمامك، ولكنهم من الخلف يطعنون ويسبون ويدبرون لك المكائد والمصائب وأنت مغرور بهم، عدا عن ذلك اتقان فن الكذب وافساد العلاقات الأخوية والعائلية وغيرها، فالاحترام الفعلي سواء كان بين الأب وابنه أو بين الأصدقاء حتى بين العائلات يجب أن يكون مقرونا بالفعل والبعد عن الكلام المنمق والمعسول الذي يحمل في طياته الجرم والهلاك.
أخلاق راقية
الناظر بفكره الراقي إلى علاقات المسلمين مع غيرهم من الأقليات الدينية، يرتقي به الوجدان إلى احترام هذه العلاقات والعمل على صيانتها وحفظها وبذل المزيد من التعاون وتقديم الصورة الحسنة والطيبة عن الإسلام وأهله، وذلك كما تعلمناه وقرأناه عن الأمم الاسلامية السابقة التي كانت قبلنا، إلا أنه في هذه الأيام ومع وجود الكثير من المذاهب والأفكار والأحزاب الدينية والسياسية المختلفة، وما آلت إليه الأوضاع في العالمين العربي والإسلامي من حجب للآراء وكره الآخرين ومحاولة قتلهم وعدم الاستعداد إلى الحوار معهم، كان المفترض علينا كمسلمين أن نعيش هذا الواقع بالفهم الصحيح وأن نحترم شرعية الاختلاف في وجهات النظر، والتحلي بقيم الحوار المثمرة والمؤدية إلى الحب والتعاون وتقارب وجهات النظر التي تضمن كرامة الإنسان والعدل به.

يوميات حياة وأمل .. 1


لاءات القمة
كلنا يسمع عن القمة العربية وما تدخره من جهود وامكانيات تسعى من وراء ذلك إلى راحة الشعوب العربية وضمان الحقوق الواجبة لكل مواطن عربي من عمل وأمن وحرية، فنجد  اهتماما كبيرا لبعض الدول بأن توفر لها الحدود والسدود والأعمال المفتوحة، لا ندري ربما لأنها تتجاوب مع أهواء هذه القمة من حيث الصمت العربي إزاء السياسات القائمة على تهويد المقدسات الإسلامية وتركيع أصحاب الرسالة الدينية وإفشال مخططاتهم المتكاملة في تحرير الأراضي المغتصبة والمسلوبة، وخير مثال على ذلك دولة فلسطين التي تصيبها الويلات والأزمات المتتالية والمتتابعة لأنها تقف في وجه الظلم والحصار، فالحرب الأخيرة على غزة تبعتها اجتماعات للقمة العربية التي خرجت بقانون اللاءات ضد إسرائيل  " لا اعتراف – لا صلح – لا تعاطي " .. والخروج بمناشدات واستعدادات لفك الحصار عن غزة وإعمارها، وما زالت القمة تقف مكتوفة الأيدي تجاه غزة ولا أحد منهم يحرك ساكنا ووعودهم باءت عليهم.
جراحات شعب
لا شك أن الشعب الفلسطيني وعلى مدار القرن الماضي والسنوات الماضية سطر أروع معاني البطولة والفداء وضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بكرامة ومقدسات هذا الشعب كما أن قضية فلسطين ومحور القدس تعد القضية الأساسية على مستوى الوطن العربي نظرا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي المتوسط بين الدول وامتلاكها للموانئ الطبيعية والسياحية، الذي أدى إلى الأطماع الكثيرة من قبل القريب والبعيد للتضييق على هذه الدولة وعلى هذا الشعب المظلوم، فيحاول أبناء هذا الشعب بمقاومتهم الباسلة أن يدافعوا بشتى الأساليب عن كرامتهم وإنسانيتهم المسلوبة التي كان آخرها في الحرب على غزة صيف 2014 والذي أدى الى سقوط آلاف الشهداء والجرحى من المواطنين، ومع ذلك لا تجد أحدا يقف بجانب غزة، كان أولهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ما آل جهدا في أن يحقق الكثير من الجراحات وكسر الآمال المنوطة به من انهاء الحرب وكسر للحصار والبدء بالإعمار، فكأنه وجد لتضييع القضية الفلسطينية والزج بأبنائها خارج بلدهم كي يستريح الأعداء بها ويمرحون.
التاريخ يكتبه المنتصر
نعلم جيدا أنا وأنت، أن آباءنا وأجدادنا والذين من قبلهم كانوا لا يقبلون على أنفسهم أن يفاوضوا المحتل على شيء ليس له ملك فيه، فانتصارات المسلمين التي جلبت حقوقهم واسترجعت أراضيهم كثيرة، ولعل من أهمها انتصار القائد صلاح الدين في معركة حطين التي استعاد فيها القدس من أيدي الصليبيين، وما آلت اليه فلسطين بعد سقوط الدولة العثمانية أعطت مؤشرات كبيرة على أن اليهود والدولة البريطانية خططوا بشكل قوي وغير مسبوق على انتزاع القدس من أيدي الفلسطينيين وتسليمها لليهود لإقامة وطن قومي لهم فيها، وما زال العرب إزاء ذلك لا يفهمون هذه القضايا ولا يعبرونها، بل تجدهم يتلذذون في مصالحات ومفاوضات مع اليهود لانتزاع المزيد من الأراضي الفلسطينية ، ويذهبون ويهرولون وراءهم ليوقعوا الاتفاقيات والعهود والمواثيق ولا رقيب عليهم، ولا يعلم هؤلاء المفرطون أن لكل زمان منتصر ، فكلما زادت التفريط وزادت معاناة الفلسطينيين وحصارهم والتضييق عليهم في أبسط المتطلبات الإنسانية، كان نتيجة ذلك ولادة شعب وحركات تحررية قاسية ضد العدوان لتقترب من النصر على وجه المحتل ومن عاونهم من العرب والرؤوساء.

الأحد، 1 مارس 2015

المُنتير الموهوب الذي وجد حياته في "الحاسوب"

في عالم الابداع "سامح السرحي" .. كتب اسمه بحروف من ذهب

سامح السرحي هو أحد الأشخاص المغمورين الذين يعملون بمجال المونتاج، اهتم رغم حداثة سنه بكل ما يتعلق بعالم الحاسوب من برامج ومكونات مختلفة الأمر الذي شكل لديه الدافع الأساسي للإلتحاق بتخصص له علاقة بالحاسوب، كان من أبرز أعماله الاشراف على مونتاج برنامج
كنز الاسراء للمواهب، محمد سكيك عبر حديث شخصي أجريته معه .. أروي على لسان السرحي تجربته بشكل مختصر:
في بيت متواضع وبين أحضان أسرة بسيطة .. ولدت في مدينة غزة عام 1992م، ترعرعت في بيئة يغلب عليها الطابع الديني فكان ذلك سببا في اهتمامي بالقرآن وعلومه منذ صغري، التحقت في المرحلة الابتدائية بمدرسة الحرية والتي كان لها عظيم الأثر في حصولي على المرتبة الأولى على جميع الفصول وكانت السمة الغالبة على هذه المرحلة من حياتي هي التميز والتفوق.
المرحلة الاعدادية في مدرسة الشافعي كانت من المراحل الفارقة في حياتي، فقد دفعني حبي لأستاذ مادة التكنولوجيا الذي كان بأسلوبه السهل والممتع دور بارز في صب جل اهتمامي في مجال الكمبيوتر وحب المعرفة عنه والاطلاع على آخر البرامج وتفاصيل الأجهزة ومكوناتها والحديث منها والقديم ، مما كون عندي حب التخصص في الجامعة بكلية لها علاقة بالحاسوب.
عند التحاقي بالمرحلة الثانوية اخترت الفرع العلمي بناء على طموحي فالالتحاق بأحد التخصصات الخاصة بمجال الحاسوب، بحيث أنني درست في مدرستين خلال تلك الفترة وهما مدرستي شهداء الزيتون والثانوية العامة في مدرسة الكرمل.
يوم أن سمعت خبر حصولي على معدل 69.5% في الثانوية العامة كان بمثابة الصاعقة التي زلزلت كياني وصدمتني بشكل كبير، وذلك لكون هذا المعدل يحرمني من اكمال مشواري في تحقيق حلمي، ولكن لم يثنيني ذلك عن المثابرة والعمل بجد لتصحيح مسار حياتي لأحقق ما أصبو إليه.
فقررت الالتحاق بكلية أصول الدين بالجامعة الاسلامية وذلك للحصول على معدل تراكمي يمكنني من تحويل تخصصي والتسجيل في كلية تكنولوجيا المعلومات، فكان لي ما تمنيت ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن أحيانا فدرست في كلية التكنولوجيا خمسة فصول دراسية بينما كان تقصيري وانشغالي بإهتمامات أخرى كالمونتاج والتصوير عائقا في إكمال دارستي في هذا التخصص.
وبقلب يعتصره الألم ويبكي بكاء المفارق لمن يحب تركت كلية تكنولوجيا المعلومات، وإلتحقت بقسم الصحافة والاعلام نظرا لتوافقه مع اهتماماتي الشخصية التي تتعلق بالمونتاج والتصوير وكتابة السيناريوهات والاهتمام بالمواهب الشابة والعمل على تنميتها وابرازها.
وهبني الله سبحانه وتعالى بعدة مواهب رفعت من قدري بين أقراني وهي الكتابة بالخط العربي الجميل ، وتلاوة القرآن الكريم بصوت ندي ومجود حيث أنني الان مستمر في أخذ السند في تلاوة القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم .
وخضت العديد من التجارب الصحفية المميزة خلال حياتي الجامعية، فلقد قمت بمقابلة أشخاص مؤثرة في المجتمع منهم خطيب كفيف صغير السن ومدير فريق النخبة للابداع والتنمية وعمل أحاديث شخصية عنهم ، وكذلك عمل تقارير تلفزيونية واستطلاعات رأي مصورة والتدرب عليها خلال المرحلة الجامعية.
كل انسان في هذه الدنيا يضع له خطط متسقبلية ليرسم الملامح العامة لما سيكون في حياته مستقبلا، وقمت بدوري بوضع خطة مستقبلية تتضمن عملي كعضو فعال ورئيس مجلس في جمعيات تهتم بالمواهب الفلسطينية كالتلاوة والنشيد والخطب والرسم وغيرها ، وكذلك عمل شركة انتاج اعلامية متخصصة في مجال الأفلام القصيرة ، وأيضا إتمام سند القراءات العشرة في تلاوة القرآن الكريم ودعم والوقوف بجانب طلاب تحفيظ القرآن الكريم والوقوف بجانبهم واعدادهم جيدا.
ومن المواقف المؤثرة في حياتي كما قلت مسبقا هو معدلي في الثانوية العامة الذي تفاجأت منه ولكن تخطيته بدراسة سنة في أصول الدين والتحويل لكلية أخرى.
وموقف آخر هو استشهاد أخ ورفيق وزميلي في الدراسة كان عونا وسندا لي في أمور حياتي وأسراري وهو الشهيد محمد السرحي حيث كنت أبوح له بجميع أحوالي وأسراري وكنت أستشيره في كثير من المواقف والأمور التي أمر بها
وعن استغلالي للمواقع الاجتماعية في خدمة القضية فلقد كنت في حرب حجارة السجيل مغردا على تويتر والفيس بوك وانشر الثقافة الصحيحة والمعلومات الصحيحة عن ما تتعرض له غزة من هجوم وظلم من قبل الاحتلال الاسرائيلي وذلك باللغتين العربية والانجليزية.
وعمدت إلى استخدام جميع تقنيات التواصل التي توصل الرسالة بسرعة كالهاشتاق والجمل القصيرة والصور المعبرة والمؤثرة وغيرها، وكذلك الأمر في حرب العصف المأكول الأخيرة على غزة ، واضراب الأسرى ، وثورة الضفة ، والدفاع عن القدس والمسرى.