السبت، 18 أبريل 2015

يوميات حياة وأمل .. 4


حصار يقابله إعداد
ما زال الشعب الفلسطيني أسطورا في المواجهة والإعداد وخاصة بعد تجربته المتواضعة بالحروب الأخيرة على قطاع غزة كحرب الفرقان والسجيل ، آخرها العصف المأكول ، فالتحالفات الدولية بمشاركة إسرائيل تسعى لإجهاض عمليات المقاومة العسكرية والأمنية وإفشالها ونزع سلاحها ، انتهاء بعزل القدس والضفة عن غزة ، ولم يعد بعدها بمقدور المواطن الغزي إلا الدفاع عن أرضه ووطنه بنفسه وماله كي يسطر أروع معالم التضحية والفداء، فهكذا تربى في أحضان أجداده وآبائه على الشجاعة والبسالة في المواجهة ، فهو يعلم أن الله ناصره ومؤيده ولن تثنيه كل هذه المؤامرات عن الهدف الأساسي هو وحدة الشعب وتحرير الوطن وماذا بعد الصبر إلا الفرج.

رياضة أم دراسة
لم يعد بمقدور الطالب الجامعي في غزة بعد مغادرة جامعته ، الانتظار لساعات كي يتلقف سيارة التاكسي والتي غالبا كل خمس دقائق يشير بيديه لواحدة تمر من أمامه ، وذلك نتيجة ازدحام الطلاب المغادرين لجامعاتهم في المقابل عدم اكتفاء السيارات المارة لتوصيل هؤلاء الطلاب لمنازلهم وقلتها ، فهناك على أبواب الجامعات تجد طابورا طويلا من الطلاب ينتظرون ولا يسعهم حينها إلا المشي على أقدامهم برفقة زملائهم ، مما يعطي للطالب فرصة تجديد النشاط خلال ذهابه وإيابه يحرك بها عضلاته كي تتفتح مداركه وعقليته، فيبدو بعدها مهتما في دراسته ، ناهيك لمن أراد بهذا المشي أن يحافظ على جسمه ويخسس وزنه.

عريس يملك شقة

لعل الناظر إلى أوضاع شباب غزة وحالهم الميسور يتعجب من إقدامهم على الزواج وهم لا يمتلكون أدنى مقوماته الأساسية كالمهر والشقة والعمل ، فتجد أحدهم إما عاطلا عن العمل أو موظفا بدون راتب أو حتى تاجرا تبدو عليه علامات الخسارة ، مما يتفاجأ هذا الشاب بعد تقدمه لخطبة العروس المصون واصطدامه بطلبات أبيها بعدة شروط ومتطلبات غير متناهية بدءا بالمهر المقدم والمأخر الذي يفوق الأربعة آلاف دينار وثانيها الشقة المشطبة يتبعها بعد ذلك تكاليف يوم العرس الباهظة كالوليمة والحفلات المتعددة والصالة ويوم الحنة، فقليلا من الشباب من يوافق على هذه الشروط لعدم وجود البديل ليجد نفسه في النهاية صاحب الظهر المقصوم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق