السبت، 18 أبريل 2015

يوميات حياة وأمل .. 1


لاءات القمة
كلنا يسمع عن القمة العربية وما تدخره من جهود وامكانيات تسعى من وراء ذلك إلى راحة الشعوب العربية وضمان الحقوق الواجبة لكل مواطن عربي من عمل وأمن وحرية، فنجد  اهتماما كبيرا لبعض الدول بأن توفر لها الحدود والسدود والأعمال المفتوحة، لا ندري ربما لأنها تتجاوب مع أهواء هذه القمة من حيث الصمت العربي إزاء السياسات القائمة على تهويد المقدسات الإسلامية وتركيع أصحاب الرسالة الدينية وإفشال مخططاتهم المتكاملة في تحرير الأراضي المغتصبة والمسلوبة، وخير مثال على ذلك دولة فلسطين التي تصيبها الويلات والأزمات المتتالية والمتتابعة لأنها تقف في وجه الظلم والحصار، فالحرب الأخيرة على غزة تبعتها اجتماعات للقمة العربية التي خرجت بقانون اللاءات ضد إسرائيل  " لا اعتراف – لا صلح – لا تعاطي " .. والخروج بمناشدات واستعدادات لفك الحصار عن غزة وإعمارها، وما زالت القمة تقف مكتوفة الأيدي تجاه غزة ولا أحد منهم يحرك ساكنا ووعودهم باءت عليهم.
جراحات شعب
لا شك أن الشعب الفلسطيني وعلى مدار القرن الماضي والسنوات الماضية سطر أروع معاني البطولة والفداء وضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بكرامة ومقدسات هذا الشعب كما أن قضية فلسطين ومحور القدس تعد القضية الأساسية على مستوى الوطن العربي نظرا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي المتوسط بين الدول وامتلاكها للموانئ الطبيعية والسياحية، الذي أدى إلى الأطماع الكثيرة من قبل القريب والبعيد للتضييق على هذه الدولة وعلى هذا الشعب المظلوم، فيحاول أبناء هذا الشعب بمقاومتهم الباسلة أن يدافعوا بشتى الأساليب عن كرامتهم وإنسانيتهم المسلوبة التي كان آخرها في الحرب على غزة صيف 2014 والذي أدى الى سقوط آلاف الشهداء والجرحى من المواطنين، ومع ذلك لا تجد أحدا يقف بجانب غزة، كان أولهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ما آل جهدا في أن يحقق الكثير من الجراحات وكسر الآمال المنوطة به من انهاء الحرب وكسر للحصار والبدء بالإعمار، فكأنه وجد لتضييع القضية الفلسطينية والزج بأبنائها خارج بلدهم كي يستريح الأعداء بها ويمرحون.
التاريخ يكتبه المنتصر
نعلم جيدا أنا وأنت، أن آباءنا وأجدادنا والذين من قبلهم كانوا لا يقبلون على أنفسهم أن يفاوضوا المحتل على شيء ليس له ملك فيه، فانتصارات المسلمين التي جلبت حقوقهم واسترجعت أراضيهم كثيرة، ولعل من أهمها انتصار القائد صلاح الدين في معركة حطين التي استعاد فيها القدس من أيدي الصليبيين، وما آلت اليه فلسطين بعد سقوط الدولة العثمانية أعطت مؤشرات كبيرة على أن اليهود والدولة البريطانية خططوا بشكل قوي وغير مسبوق على انتزاع القدس من أيدي الفلسطينيين وتسليمها لليهود لإقامة وطن قومي لهم فيها، وما زال العرب إزاء ذلك لا يفهمون هذه القضايا ولا يعبرونها، بل تجدهم يتلذذون في مصالحات ومفاوضات مع اليهود لانتزاع المزيد من الأراضي الفلسطينية ، ويذهبون ويهرولون وراءهم ليوقعوا الاتفاقيات والعهود والمواثيق ولا رقيب عليهم، ولا يعلم هؤلاء المفرطون أن لكل زمان منتصر ، فكلما زادت التفريط وزادت معاناة الفلسطينيين وحصارهم والتضييق عليهم في أبسط المتطلبات الإنسانية، كان نتيجة ذلك ولادة شعب وحركات تحررية قاسية ضد العدوان لتقترب من النصر على وجه المحتل ومن عاونهم من العرب والرؤوساء.

هناك تعليق واحد: