الأدب
الفلسطيني يفتقر لأبحاث التخرج الداعمة للثقافة
صحيفة صوت
الجامعة/سامح السرحي
في ظل العالم المتقلب
ثقافيا، والمغزو فكريا، لا بد للثقافة الفلسطينية أن يكون لها دور في حماية
أجيالها ومؤسساتها وتراثها من الضياع، فعالم المعرفة والثقافة واسع ولكنها تحتاج
إلى ارادة بحثية قوية من الباحث.
الدكتور محمد تيِّـم
المحاضر في كلية الآداب بالجامعة الاسلامية يقول " في الحقيقة؛ ينبغي أن تكون
أبحاث التخرج خادمة للثقافة الفلسطينية، والمطلوب وضع خطة وطنية محددة في المشاكل
التي تواجه الثقافة أو الميادين والموضوعات التي تهم المجتمع الفلسطيني وثقافته،
وينبغي أن تحدد مسبقا، وأن تقام ورش عمل لهذا الأمر ويتم بعدها وضع أولويات البحث
العلمي، وحينئذٍ نستطيع القول بأن أبحاث التخرج تخدم المشروع الوطني
الثقافي".
واعتبر الدكتور
تيِّـم أن هدف الطالب الخريج هو الحصول على درجة علمية فقط؛ وهو إهدار للطاقات
العلمية،
ولا تخدم إلا الطالب نفسه لكي يتخرج، والمطلوب أن تكون هناك خطة وطنية معدة بشكل مسبق، وفيها المشكلات الثقافية والموضوعات التي تخدم المجتمع، على أن يقوم الطالب بالبحث في هذه القضية لتصبح حينها الأبحاث وظيفية تسعى لتعزيز ثقافة المجتمع.
ولا تخدم إلا الطالب نفسه لكي يتخرج، والمطلوب أن تكون هناك خطة وطنية معدة بشكل مسبق، وفيها المشكلات الثقافية والموضوعات التي تخدم المجتمع، على أن يقوم الطالب بالبحث في هذه القضية لتصبح حينها الأبحاث وظيفية تسعى لتعزيز ثقافة المجتمع.
وبالنسبة للمشكلات
التي تواجه الباحث أثناء إعداد دراسته، يشير تيِّـم إلى أنه ليس هناك مشكلات صعبة لأن
وسائل الاتصال ووسائل الحصول على المعلومات أصبحت متاحة عبر الشبكة العنكبوتية، ويستطيع
الباحث أن يأخذ تصورا مسبقا للموضوع وأن يحدد مكانه في عالم المعرفة لكن اعتقد ان
المشكلة الاساسية في الباحث نفسه حيث لا تتوفر لديه إرادة للبحث، ولو كان عنده
ارادة لأصبحت كل الامكانيات التي يراها صعبة ومتاحة، والأبحاث الثقافية مصدرها
موجود بخلاف الأبحاث العلمية التي تحتاج إلى أجهزة مخبرية وهنالك صعوبة فيها، وبإمكانه
أن يستحضر أي كتاب أو مرجع من الشبكة العنكبوتية والحصول على المعلومة بأمر يسير.
واعتبر الدكتور
تيِّـم أن الثقافة الفلسطينية ثقافة نضالية تقوم على التضحية والمقاومة ونصب كل
الخطوات الفلسطينية نحو إرادة التحدي، وإن أي مشروع ثقافي أو بحث ثقافي ينبغي أن
ينطلق من هذا المنطلق وهو التحدي وحماية الذات والحفاظ على الثوابت، والثقافة
الفلسطينية هي المحرك الأساسي لكل الثقافات، ولو نظرت الى شعوب العالم لوجدت الشعب
الفلسطيني هو الشعب الحي والمتحرك ثقافيا، وهو الأكثر انتاجا للدواوين الشعرية ودليل
هذا وجود إرادة وإحساس ومشاعر في النهوض بالثقافة والتراث الفلسطيني العميق
والعريق.
وحول العلاقة بين
البحث العلمي في الجامعة وبين وزارة الثقافة الفلسطينية، يقول تيِّـم أنه لا توجد
علاقة مباشرة وأحيانا تقوم الوزارة بعمل أمسيات ومسابقات يشترك بها الطلبة، ولا
يوجد أي تواصل إلا في المناسبات والأيام الثقافية القليلة، مضيفا "من المفترض
أن يكون هناك تعاون مباشر ومُتابَع، ويجب أن يكون لديهم مشاريع تراقب الوضع الثقافي،
ويجب أن يكون هناك متابعة رئيسية لمشرفي الأبحاث العلمية في الجامعات لوضع رؤى
ثقافية متنوعة للمجتمع".
ووجه الدكتور تيِّـم
نصيحة للباحثين بأن تكون أبحاثهم وظيفية وخادمة للمشروع الوطني والقومي والمقاوم
لأنها ستزيح الاحتلال وستصنع الحرية وبالتالي الإبداع الثقافي، وأن تكون محافظة
على الثوابت والبدايات والتاريخ والقيم وتَـرُد الجيل الحاضر الى بداياته، فنقطة
البداية هي الأصل، وتوحيد الشعب الفلسطيني والانطلاق من نقطة واحدة وبفكر واحد
وعزيمة واحدة سندخل المستقبل بقوة.
وتابع تيِّـم
"من الأفضل أن تكون هناك علاقة بين الباحث والدكتور، وأن تكون هناك دائرة
للبحث العلمي تساعد الباحثين في دراساتهم العلمية، وتعمل على تشكيل الباحث الشاب
فهو ينطلق من الاحتياجات المُلِّحة في الواقع ويثير الكثير من التساؤلات ، فلو كان
هناك لجنة من المشرفين تُعنَى بأبحاث التخرج لطلبة البكالوريوس خاصة بمستوى القسم
الثقافي أو الكليات الأدبية".
أما الباحث محمد
عرفات فيقول أن اهم المشكلات التي واجهتني في إجراء البحث هو صعوبة اختيار المشكلة
الثقافية المراد إجراء البحث عليها وأخذها وقتا كبيرا، مقارنة مع صغر الوقت الفصلي
الجامعي المحدد للطالب، مشيرا إلى عدم توافر المعلومات الدقيقة والحديثة وأغلبها
مشكوك في دقتها.
ويضيف
عرفات أن " من أهم النقاط التي تم تناولها في البحث، التاريخ الفلسطيني وهجرة
الآباء والأجداد من أراضي 48، والأسباب التي أدت إلى هجرتهم، بالإضافة إلى
الاجتهاد في نشرها أوروبيا وبعدة لغات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق