الاثنين، 4 أبريل 2016

الفضائيات الفلسطينية تصنع شعارا للقدس وانتفاضتها


تحت ظل التهديد والاغلاق والتشويش
الفضائيات الفلسطينية تصنع شعارا للقدس وانتفاضتها

غزة/سامح السرحي

لم يعد المشهد الإعلامي الفلسطيني ينقل الأخبار السياسية بحد ذاتها، بل أصبح يحفز شعبه على مواجهة الاحتلال وإشعال انتفاضة وثورة فلسطينية جديدة تقوم على توعية الفلسطينيين لاسترداد حقوقهم المسلوبة.
وللفضائيات الفلسطينية دور كبير في تغطية انتفاضة القدس وأحداثها، حيث يقول مدير مكتب فضائية فلسطين اليوم في غزة الأستاذ سهيل المقيد أن " هذا الدور الوطني الكبير للقناة جعلها مستهدفة من قبل أعلى مستوى في كيان العدو الإسرائيلي وهو المجلس الوزاري المصغر الذي أصدر قرار بإغلاق المكاتب الرئيسية في الضفة ومصادرة المعدات واعتقال الزملاء، وبالتالي هذا شيء طبيعي بأن يتهم الاحتلال هذه القناة بالتحريض التي تكشف الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني وهذا بالتأكيد لا يعجب الاحتلال".
ويؤكد المقيد بأن "الحملة لم تتوقف ولم يكن نهايتها إغلاق القناة واعتقال ثلاثة من الزملاء الصحفيين ولكنها تواصلت باتصال جهاز الموساد الاسرائيلي مع المراسلين في الضفة الغربية المحتلة وتهديدهم، ومن بينهم الزميلة الصحفية رغدة عتمي، حيث وُضِع ملصق تحذيري على سيارتها باللغة العبرية" مشيراً إلى أن المكاتب الفرعية الأخرى للقناة تلقت اتصالات من العدو الصهيوني تهدد الزملاء الصحفيين وهي حملة متدرجة بدأت بالإغلاق ثم المصادرة ثم الاعتقال والملاحقة والتهديد والابتزاز.
ويضيف "هناك مسؤوليات تلقى على عاتق المؤسسات النقابية والحقوقية وحتى الرسمية، وما علينا إلا أن نطلق رسائل مناشدة من أجل التدخل لإنقاذ الزملاء الثلاثة فاروق عليات، وإبراهيم جرادات، ومجاهد السعدي، وهؤلاء تم اعتقالهم ولا نملك أي معلومات عنهم، ونستقي الأخبار من خلال نادي الأسير وبعض المؤسسات الأخرى، وهناك جهود تبذل من نادي الأسير وهيئة شؤون الاسرى وبعض المؤسسات الحقوقية لمعرفة مصير هؤلاء الزملاء.
ويؤكد المقيد بأن "أحد أهم الأسلحة التي يقاتل بها الشعب الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي هو سلاح الاعلام، وبالتالي هذا الاعلام له دور كبير في تأجيج مشاعر الثوار والمنتفضين في كل مكان، وعلاوة على ما تم بحق قناة فلسطين اليوم كان هناك استهداف واضح لقناة الأقصى وربما يكون هناك استهداف اخر لبعض وسائل الاعلام المقاومة الأخرى، وبالتالي هذا كله يندرج في إطار مخطط إسرائيلي نتاجه طبيعيا للتحريض الذي يمارسه بنيامين نتنياهو بشكل علني خلال المؤتمرات الصحفية ضد الاعلام الفلسطيني.
وعن الزاوية القانونية التي تستند لها الإجراءات الإسرائيلية ضد الإعلام الفلسطيني يؤكد الدكتور حسن أبو حشيش أستاذ الإعلام المساعد بالجامعة الإسلامية بأن " حكومة الاحتلال لم تتعود أن تتعامل مع الحالة الفلسطينية من الزاوية القانونية وبالتالي كل إجراءاتها ضد الشعب الفلسطيني ومكوناته هي إجراءات تعسفية خارج اطار القانون، وهذا ينطبق على إجراءاتها ضد الحركة الإعلامية وخاصة الفضائيات الفلسطينية، فهي لم تستند لا إلى قانون ولا إلى أدلة أو براهين، وكل ما في ذلك أنها انزعجت من الأداء وبالتالي اتخذت القرار الأمني البحت بالتشويش والإغلاق.
ويضيف بأن " الإعلام الفلسطيني وخاصة الفضائيات ساندت المقاومة وتم تصنيفها أنها فضائيات مقاومة تنقل الرواية الفلسطينية وترفع معنويات الرأي العام الفلسطيني وهي عامل تحفيز في إثارة الشعب الفلسطيني نحو حقه، وهذه مسألة قانونية وإنسانية نصت عليها الأعراف الدولية، بأن الشعب الفلسطيني يحق له أن يدافع عن نفسه بكل الأدوات بما فيها الاعلام، والاحتلال انزعج من هذه السياسة والنجاح الإعلامي الفلسطيني، لذلك لجأ إلى القوة والبطش والقرار الأمني بالإغلاق، ظنا منه أنه سيسكت الصوت الفلسطيني عن حقه ووطنه".
وعن التهديدات التي وصلت بعض المراسلين، يؤكد أكرم دلول مراسل قناة فلسطين اليوم بأنه "وصلتنا رسائل تهديد، وهذا ليس بالجديد، ففي الحرب الإسرائيلية الأخيرة وما قبلها كنا معرضين للموت والقتل لأي لحظة على اعتبار ان الاحتلال كان يستهدف الاعلام الفلسطيني بشكل ممنهج أمام مرأى ومسمع العالم، مشيرا إلى أنه خلال الأيام الماضية تلقينا تهديدا مباشرا من قبل ضابط صهيوني قال بأنه أحد ضباط الموساد الإسرائيلي ويحذرنا ويهددنا ويتوعد كل من يواصل العمل مع قناة فلسطين اليوم، ولكن بالتأكيد هذا لن يكون عائقا أمام مواصلة رسالتنا.
ويضيف دلول أن "قناة فلسطين اليوم ومراسليها أخذوا على عاتقهم منذ اللحظة الأولى أن ينقلوا هموم وآلام الشعب الفلسطيني في شتى الصعد ومختلف الملفات الاجتماعية والحياتية للناس أو الوطنية المتعلقة بالاحتلال وانتهاكاته، مشيرا إلى أن قناة فلسطين اليوم من القنوات القليلة التي تنبأت بانتفاضة القدس، حيث أنها صنعت شعارا لهذه الانتفاضة موجود على الشاشة ليؤكد أن هناك ثورة فلسطينية عارمة في ربوع الأرض المحتلة ستقلب المعادلة على الاحتلال الإسرائيلي.
ويوجه دلول رسالته لجميع المشاهدين بأن " الرسالة ستتواصل وسنكمل التغطية سويا رغم الاحتلال واجراءاته وظلم العالم الذي ما زال يقف صامتا على إجراءات الاحتلال، وسنبقى بمشيئة الله على العهد متواصلون ننقل الهموم والآلام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق