الجمعة، 23 ديسمبر 2016

كُلٌ يريد النجاة في حلب

كُلٌ يريد النجاة في حلب !!

تنتابنا البلادة واللامبالاة؛ عندما نشاهد القتلى والجرحى بالعشرات والمئات على نشرات الأخبار اليومية، فالقنابل التي تُلقى على مدينة حلب وشيوخها وأطفالها تجعلهم يهجرون أرضهم وديارهم فارين من هذا النظام الاستبدادي الذي يقتل شعبه ويدمر ثروته.
حركات نزوح شديدة وانتقالٌ من حي إلى آخر، هي الحالة اليومية التي يعيشها أهل حلب نتيجة استمرار القصف العنيف والإعدامات الجماعية التي استهدفت النساء والأطفال وإحراق الشيوخ والشباب، وبحسب وزارة الدفاع الروسية فقد غادر أكثر من ثلاثة عشر ألفَ مدني مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب.
تلك المجازر والهجمات العنيفة التي يشنها النظام السوري والمدعوم من روسيا وإيران وبعض التحالفات الأمريكية، أدت إلى قتل ما يزيد عن 1138 مدني بحسب وكالات أجنبية.
فالوضع العربي أصبح في حالةٍ يُرثى لها، وما يحدث في سوريا ومدينتها حلب من قتلٍ وتشريد وسط هذا الصمت العربي القاتل لا يدع مجالا للشك بأن الدول العربية طرفاً فاعلا في الأزمة السورية وتفكيكها وتقسيمها إلى أنظمة وأقطار كما تريد الأطراف الإقليمية والدولية ويحلو لها.
ولا يخفى على أحدنا رسالةُ إحدى الفتيات من حلب، تستغيث فيها الأمة العربية والإسلامية وتستفتي العلماء عن حكم قتل نفسها إذا لم تجد وسيلة للدفاع عن نفسها قبل أن يعتدي عليها ذئاب النظام السوري.
تماماً كما وصف أحد الفارين من تلك المجازر، بأن ما يحدث في حلب أشد من أهوال يوم القيامة التي يكون فيها الناس مشغولون بأنفسهم، كلٌ يريد النجاة والوصول إلى مكان آمن يفترشه ويحتمي فيه.
اُنتهِكت آدمية الإنسان هناك في حلب، وأصبحت الأرواح البشرية الطاهرة مجرد أرقام تتزايد بشكل مستمر، فقد سرقوا الحياة من أحياء حلب الجميلة ولم يميزوا بين طفلٍ، ولا امرأة، ولا شيخٍ هرمٍ.
وأخفقنا جميعا نحن العرب في الوقوف بجانب الإنسان الحر الشريف وتركناه ينزف حتى الرمق الأخير في وجه القتل والدمار، وأصبحنا وصمة عارٍ على جبين الأمة نقترف المزيد من التحالفات الدولية مع أعداء الأمة ونتآمر على بعضنا البعض.

اعلموا يا أهل حلب، أنكم قد دافعتم عن شرف الأمة بأكملها، وأصبحت أرضكم التي تسيل عليها دماؤكم الطاهرة تئن وجعا أكثر من قلوب العرب التي لا تحرك ساكناً، وفي النهاية ستنتصرين يا حلب.

الاثنين، 4 أبريل 2016

تحقيق: ارتفاع الطلاق يعصف بالنسيج الاجتماعي وترابط الأسر

ارتفاع الطلاق يعصف بالنسيج الاجتماعي وترابط الأسر

غزة/سامح السرحي


لم يكن يتخيل هؤلاء الأبناء أن تنتهي العلاقة بين أبويهم إلى الأبد، فلا وجود لمعاني السعادة والحب وتحقيق الرغبات المشتركة بينهم انطلاقا من هذه اللحظة، ويعتبر هذا النموذج أحد المشاهد المتكررة في أكثر من بيت فلسطيني نتيجة ارتفاع الطلاق في قطاع غزة.
ويقول مدير دائرة الإرشاد والإصلاح الأسري في المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الأستاذ عبدالخالق البحيصي أنه " من خلال المعايشة والحالات التي تصل للقضاء الشرعي وجدنا أن تدخل العم والعمة أفسد العلاقات الزوجية وكان له دور بارز ونسبة كبيرة في الطلاق".

إحصاءات وأرصاد

وحسب دراسة رصدتها دائرة الإرشاد، فإن الكثير من أسباب الطلاق تختلف من شريحة إلى أخرى ومن فرد لآخر، حيث تبين أن أغلب حالات الطلاق تحدث في أول 3 سنوات من الزواج نتيجة عدم اختيار الزوجة المناسبة، وتدخل الأهل في العلاقة بين الزوجين، وليس أخيرا عدم المعاشرة الصحيحة والتوافق الاجتماعي الجيد.
ويظهر التقرير السنوي للقضاء الشرعي الفلسطيني ارتفاعا ملحوظا في نسبة الطلاق، حيث بلغت نسبة الطلاق إلى الزواج في العام 2008 بمعدل 13.1%، وفي سنة 2014 ارتفعت لمعدل 16.3%، أي أن هناك 7 حالات طلاق في اليوم الواحد.

عادات قديمة

وأضاف البحيصي "في السابق كان هَمْ الزوجة أن تنال مديح ورضا العم والعمة وهي من ضمن العادات القديمة التي كان لها دور في تماسك الشعب الفلسطيني" مشيرا إلى أن انتشار التعليم في غزة أدى إلى معرفة الفتاة المتعلمة لحقوقها الزوجية بشكل جيد، والذي تستطيع بذلك أن تطلب حقوقها بقوة، وهذا يشكل سببا رئيسيا في الطلاق.
وقال "إن عدم الإنجاب وعُقُم أحد الطرفين، وكذلك الممارسات غير الشرعية للمعاشرة الزوجية كطلب الزوج من زوجته الإتيان من الخلف، كل ذلك قد يؤدي بالنهاية إلى طلب الطلاق".

ارتفاع ملحوظ

في حين يرى البحيصي، أن هناك ارتفاعا ملحوظا في حالات الطلاق خلال الفترة الأخيرة بفعل التكنولوجيا الحديثة الموجودة في المجتمع ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن الشاب يجلس على موقع الفيس بوك طوال الليل ويتسبب ذلك بتنامي الخلافات بين الزوجين والشعور بالغيرة وفقدان الثقة بينهما، الأمر الذي يتطور لاحقا إلى حد الطلاق خصوصا بين الشبان.
ويعد العامل الاقتصادي سببا سحريا في تفكك العلاقات الأسرية، فيخرج الشاب بعد زواجه بديون ثقيلة ويضطر للسكن مع أهله فتصبح حينها المشاكل مزدوجة، ووجود احتكاك دائم  بين أهل الزوج وزوجته، والأصل أن يكون للزوجين  بيت مستقل فيه الراحة، واذا لم يتوفر ذلك في بعض الأحيان فان نتيجته الطلاق.

نظرة غير اعتيادية

ويترتب على هذه الاسباب نتائج سلبية في المجتمع تتعلق بالزوج والزوجة بعد طلاقهما، وهي أن الزوجة المطلقة يَنظر لها المجتمع نظرة غير اعتيادية، وتعاني خلالها معاناة شديدة من الزواج بآخر، حيث أن من أراد أن يتزوجها يفكر تفكيرا عميقا؛ لأن المقبل على الزواج ينظر للمطلقة نظرة سلبية من حيث خوضها لتجربة فاشلة مع زوجها السابق.
ويرى البحيصي أن" إهمال كل من الزوجين لأطفالهم يؤدي إلى التأخر الدراسي وعدم الإنفاق عليهم وإصابتهم باضطرابات سلوكية، نتيجة عدم وجود يد حانية وعاطفة عليهم، حيث لوحظ أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب متأخرين دراسيا وأصحاب سلوك سيء".
وأشار إلى وجود دور فعال لشؤون العشائر والإصلاح بغزة في الإصلاح بين الزوجين وعدم التسبب في طلاقهما، غير أن هناك بعض السلبيات قد تصدر منهم؛ إن كان التوافق بين الزوجين مستعصيا والطلاق هو الحل، وذلك بأن يقوموا بتوقيع اتفاقية مع الزوجة بالتنازل عن حقها الشرعي في حضانة أبنائها لمن هم دون 9 سنوات.

فهم ضيق

وتنتشر حالات ترك الزوجة معلقة في غزة بكثرة، فمن خلال التواجد في القضاء الشرعي لإجراء بعض المقابلات، تم إرسال أكثر من دعوة لأحد الأزواج بالحضور والتفاهم لدى القضاء، بالإضافة إلى الاتصال عليه أكثر من مرة، وفوجئنا برفضه للحضور وقوله" أريد 1700 دينار عفش بيت حتى أفكر بالطلاق والتنازل عن الأولاد، وإلا تبقى زوجتي معلقة".
ويرى البحيصي أنه" لابد من عقد دورات للمقبلين على الزواج لتوضيح الحياة الزوجية والمعاشرة الصحيحة بينهم، وحسن اختيار الزوجة الصالحة والمتدينة، والتعامل الجيد في العلاقات الاجتماعية، وكيفية أن يسير الزوج بأسرته وتخطي جميع المشاكل التي تواجهه على منهاج الاسلام وسنة المصطفى، ولدولة ماليزيا دور ناجح ورائد في هذه الدورة حيث انخفضت نسبة الطلاق عندهم من 33% إلى 7% خلال خمس سنوات.

طبيعة الأسرة

ويعتبر أنور العبادسة الدكتور المحاضر في علم النفس بالجامعة الإسلامية أن " الوضع الطبيعي للأسرة يتكون من زوجين وأطفال وأن يعيش الطفل مع والديه وليس مع أب واحد، وهذه الحالة الطبيعية هي التي تحفظ للطفل توازنه وصحته النفسية وتضمن له نموا سويا في كافة الاتجاهات النفسية والعقلية والانفعالية والأخلاقية".
ويضيف " إن وجود خلافات بين الزوجين يشعر بها الطفل حتى لو كان الخلاف خفيا، والطفل بحسه الفطري يشعر بهذه الخلافات ويتأثر بها، ويظهر على الطفل نوع من القلق والتوتر والسلوك العدواني والتبول اللاإرادي والكذب والسرقة، وربما تزداد الأمور سوءا في حالة الطلاق".
ويرى العبادسة أن " الطلاق يتم مع الخصومة وأحيانا الفجور في الخصومة، فيمنع أحد الزوجين الآخر من رؤية أطفاله وفي حال وجود المشاهدة والرؤية للأطفال يُحرِّض أحد الزوجين الأطفال على الزوج الآخر، ويقع الأطفال في حالة تجاذب وصراع بين الزوجين، كل منهما يحرض على الاخر، مما يزيد الأمور سوءا".

الأب قدوة

ويتابع " لعل من أسوء ما يحدث في هذه الحالات تدمير صورة الأب أو الأم في عين الطفل، وينهار ذلك النموذج والقدوة في عين الطفل، وحينما ينهار يفقد الطفل القدوة والنموذج والمثال، عندها قد ينشأ الطفل وهو يعاني من ضعف المنظومة القيمية والأخلاقية، وفي حالات كثيرة ينحدر الطفل نحو سلوكيات غير سوية وربما إجرامية".
ولابد للحياة الزوجية أن تقوم على أسس المحبة والرحمة وحسن العشرة والمعاملة والاحترام المتبادل، وأن يعذر أحد الطرفين الآخر، والتعاون فيما بينهم والتكافل والتكاتف لحل المشكلات، واحترام كل منهم لدور الآخر ووظيفته في إدارة الأسرة والحياة الزوجية.
ويقوم القانون الفلسطيني على إعطاء الزوج مكانته ودوره، وللزوجة عالمها ودورها، حيث لا يمكن للأسرة أن تسير سيرا سويا بدون أن يعترف كل منهما للآخر بفضله ودوره، وإلا ستكون الحياة الزوجية صعبة الاستمرار.

الأدب الفلسطيني يفتقر لأبحاث التخرج الداعمة للثقافة


الأدب الفلسطيني يفتقر لأبحاث التخرج الداعمة للثقافة

صحيفة صوت الجامعة/سامح السرحي

في ظل العالم المتقلب ثقافيا، والمغزو فكريا، لا بد للثقافة الفلسطينية أن يكون لها دور في حماية أجيالها ومؤسساتها وتراثها من الضياع، فعالم المعرفة والثقافة واسع ولكنها تحتاج إلى ارادة بحثية قوية من الباحث.
الدكتور محمد تيِّـم المحاضر في كلية الآداب بالجامعة الاسلامية يقول " في الحقيقة؛ ينبغي أن تكون أبحاث التخرج خادمة للثقافة الفلسطينية، والمطلوب وضع خطة وطنية محددة في المشاكل التي تواجه الثقافة أو الميادين والموضوعات التي تهم المجتمع الفلسطيني وثقافته، وينبغي أن تحدد مسبقا، وأن تقام ورش عمل لهذا الأمر ويتم بعدها وضع أولويات البحث العلمي، وحينئذٍ نستطيع القول بأن أبحاث التخرج تخدم المشروع الوطني الثقافي".
واعتبر الدكتور تيِّـم أن هدف الطالب الخريج هو الحصول على درجة علمية فقط؛ وهو إهدار للطاقات العلمية،
ولا تخدم إلا الطالب نفسه لكي يتخرج، والمطلوب أن تكون هناك خطة وطنية معدة بشكل مسبق، وفيها المشكلات الثقافية والموضوعات التي تخدم المجتمع، على أن يقوم الطالب بالبحث في هذه القضية لتصبح حينها الأبحاث وظيفية تسعى لتعزيز ثقافة المجتمع.
وبالنسبة للمشكلات التي تواجه الباحث أثناء إعداد دراسته، يشير تيِّـم إلى أنه ليس هناك مشكلات صعبة لأن وسائل الاتصال ووسائل الحصول على المعلومات أصبحت متاحة عبر الشبكة العنكبوتية، ويستطيع الباحث أن يأخذ تصورا مسبقا للموضوع وأن يحدد مكانه في عالم المعرفة لكن اعتقد ان المشكلة الاساسية في الباحث نفسه حيث لا تتوفر لديه إرادة للبحث، ولو كان عنده ارادة لأصبحت كل الامكانيات التي يراها صعبة ومتاحة، والأبحاث الثقافية مصدرها موجود بخلاف الأبحاث العلمية التي تحتاج إلى أجهزة مخبرية وهنالك صعوبة فيها، وبإمكانه أن يستحضر أي كتاب أو مرجع من الشبكة العنكبوتية والحصول على المعلومة بأمر يسير.
واعتبر الدكتور تيِّـم أن الثقافة الفلسطينية ثقافة نضالية تقوم على التضحية والمقاومة ونصب كل الخطوات الفلسطينية نحو إرادة التحدي، وإن أي مشروع ثقافي أو بحث ثقافي ينبغي أن ينطلق من هذا المنطلق وهو التحدي وحماية الذات والحفاظ على الثوابت، والثقافة الفلسطينية هي المحرك الأساسي لكل الثقافات، ولو نظرت الى شعوب العالم لوجدت الشعب الفلسطيني هو الشعب الحي والمتحرك ثقافيا، وهو الأكثر انتاجا للدواوين الشعرية ودليل هذا وجود إرادة وإحساس ومشاعر في النهوض بالثقافة والتراث الفلسطيني العميق والعريق.
وحول العلاقة بين البحث العلمي في الجامعة وبين وزارة الثقافة الفلسطينية، يقول تيِّـم أنه لا توجد علاقة مباشرة وأحيانا تقوم الوزارة بعمل أمسيات ومسابقات يشترك بها الطلبة، ولا يوجد أي تواصل إلا في المناسبات والأيام الثقافية القليلة، مضيفا "من المفترض أن يكون هناك تعاون مباشر ومُتابَع، ويجب أن يكون لديهم مشاريع تراقب الوضع الثقافي، ويجب أن يكون هناك متابعة رئيسية لمشرفي الأبحاث العلمية في الجامعات لوضع رؤى ثقافية متنوعة للمجتمع".
ووجه الدكتور تيِّـم نصيحة للباحثين بأن تكون أبحاثهم وظيفية وخادمة للمشروع الوطني والقومي والمقاوم لأنها ستزيح الاحتلال وستصنع الحرية وبالتالي الإبداع الثقافي، وأن تكون محافظة على الثوابت والبدايات والتاريخ والقيم وتَـرُد الجيل الحاضر الى بداياته، فنقطة البداية هي الأصل، وتوحيد الشعب الفلسطيني والانطلاق من نقطة واحدة وبفكر واحد وعزيمة واحدة سندخل المستقبل بقوة.
وتابع تيِّـم "من الأفضل أن تكون هناك علاقة بين الباحث والدكتور، وأن تكون هناك دائرة للبحث العلمي تساعد الباحثين في دراساتهم العلمية، وتعمل على تشكيل الباحث الشاب فهو ينطلق من الاحتياجات المُلِّحة في الواقع ويثير الكثير من التساؤلات ، فلو كان هناك لجنة من المشرفين تُعنَى بأبحاث التخرج لطلبة البكالوريوس خاصة بمستوى القسم الثقافي أو الكليات الأدبية".
أما الباحث محمد عرفات فيقول أن اهم المشكلات التي واجهتني في إجراء البحث هو صعوبة اختيار المشكلة الثقافية المراد إجراء البحث عليها وأخذها وقتا كبيرا، مقارنة مع صغر الوقت الفصلي الجامعي المحدد للطالب، مشيرا إلى عدم توافر المعلومات الدقيقة والحديثة وأغلبها مشكوك في دقتها.
ويضيف عرفات أن " من أهم النقاط التي تم تناولها في البحث، التاريخ الفلسطيني وهجرة الآباء والأجداد من أراضي 48، والأسباب التي أدت إلى هجرتهم، بالإضافة إلى الاجتهاد في نشرها أوروبيا وبعدة لغات". 

الفضائيات الفلسطينية تصنع شعارا للقدس وانتفاضتها


تحت ظل التهديد والاغلاق والتشويش
الفضائيات الفلسطينية تصنع شعارا للقدس وانتفاضتها

غزة/سامح السرحي

لم يعد المشهد الإعلامي الفلسطيني ينقل الأخبار السياسية بحد ذاتها، بل أصبح يحفز شعبه على مواجهة الاحتلال وإشعال انتفاضة وثورة فلسطينية جديدة تقوم على توعية الفلسطينيين لاسترداد حقوقهم المسلوبة.
وللفضائيات الفلسطينية دور كبير في تغطية انتفاضة القدس وأحداثها، حيث يقول مدير مكتب فضائية فلسطين اليوم في غزة الأستاذ سهيل المقيد أن " هذا الدور الوطني الكبير للقناة جعلها مستهدفة من قبل أعلى مستوى في كيان العدو الإسرائيلي وهو المجلس الوزاري المصغر الذي أصدر قرار بإغلاق المكاتب الرئيسية في الضفة ومصادرة المعدات واعتقال الزملاء، وبالتالي هذا شيء طبيعي بأن يتهم الاحتلال هذه القناة بالتحريض التي تكشف الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني وهذا بالتأكيد لا يعجب الاحتلال".
ويؤكد المقيد بأن "الحملة لم تتوقف ولم يكن نهايتها إغلاق القناة واعتقال ثلاثة من الزملاء الصحفيين ولكنها تواصلت باتصال جهاز الموساد الاسرائيلي مع المراسلين في الضفة الغربية المحتلة وتهديدهم، ومن بينهم الزميلة الصحفية رغدة عتمي، حيث وُضِع ملصق تحذيري على سيارتها باللغة العبرية" مشيراً إلى أن المكاتب الفرعية الأخرى للقناة تلقت اتصالات من العدو الصهيوني تهدد الزملاء الصحفيين وهي حملة متدرجة بدأت بالإغلاق ثم المصادرة ثم الاعتقال والملاحقة والتهديد والابتزاز.
ويضيف "هناك مسؤوليات تلقى على عاتق المؤسسات النقابية والحقوقية وحتى الرسمية، وما علينا إلا أن نطلق رسائل مناشدة من أجل التدخل لإنقاذ الزملاء الثلاثة فاروق عليات، وإبراهيم جرادات، ومجاهد السعدي، وهؤلاء تم اعتقالهم ولا نملك أي معلومات عنهم، ونستقي الأخبار من خلال نادي الأسير وبعض المؤسسات الأخرى، وهناك جهود تبذل من نادي الأسير وهيئة شؤون الاسرى وبعض المؤسسات الحقوقية لمعرفة مصير هؤلاء الزملاء.
ويؤكد المقيد بأن "أحد أهم الأسلحة التي يقاتل بها الشعب الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي هو سلاح الاعلام، وبالتالي هذا الاعلام له دور كبير في تأجيج مشاعر الثوار والمنتفضين في كل مكان، وعلاوة على ما تم بحق قناة فلسطين اليوم كان هناك استهداف واضح لقناة الأقصى وربما يكون هناك استهداف اخر لبعض وسائل الاعلام المقاومة الأخرى، وبالتالي هذا كله يندرج في إطار مخطط إسرائيلي نتاجه طبيعيا للتحريض الذي يمارسه بنيامين نتنياهو بشكل علني خلال المؤتمرات الصحفية ضد الاعلام الفلسطيني.
وعن الزاوية القانونية التي تستند لها الإجراءات الإسرائيلية ضد الإعلام الفلسطيني يؤكد الدكتور حسن أبو حشيش أستاذ الإعلام المساعد بالجامعة الإسلامية بأن " حكومة الاحتلال لم تتعود أن تتعامل مع الحالة الفلسطينية من الزاوية القانونية وبالتالي كل إجراءاتها ضد الشعب الفلسطيني ومكوناته هي إجراءات تعسفية خارج اطار القانون، وهذا ينطبق على إجراءاتها ضد الحركة الإعلامية وخاصة الفضائيات الفلسطينية، فهي لم تستند لا إلى قانون ولا إلى أدلة أو براهين، وكل ما في ذلك أنها انزعجت من الأداء وبالتالي اتخذت القرار الأمني البحت بالتشويش والإغلاق.
ويضيف بأن " الإعلام الفلسطيني وخاصة الفضائيات ساندت المقاومة وتم تصنيفها أنها فضائيات مقاومة تنقل الرواية الفلسطينية وترفع معنويات الرأي العام الفلسطيني وهي عامل تحفيز في إثارة الشعب الفلسطيني نحو حقه، وهذه مسألة قانونية وإنسانية نصت عليها الأعراف الدولية، بأن الشعب الفلسطيني يحق له أن يدافع عن نفسه بكل الأدوات بما فيها الاعلام، والاحتلال انزعج من هذه السياسة والنجاح الإعلامي الفلسطيني، لذلك لجأ إلى القوة والبطش والقرار الأمني بالإغلاق، ظنا منه أنه سيسكت الصوت الفلسطيني عن حقه ووطنه".
وعن التهديدات التي وصلت بعض المراسلين، يؤكد أكرم دلول مراسل قناة فلسطين اليوم بأنه "وصلتنا رسائل تهديد، وهذا ليس بالجديد، ففي الحرب الإسرائيلية الأخيرة وما قبلها كنا معرضين للموت والقتل لأي لحظة على اعتبار ان الاحتلال كان يستهدف الاعلام الفلسطيني بشكل ممنهج أمام مرأى ومسمع العالم، مشيرا إلى أنه خلال الأيام الماضية تلقينا تهديدا مباشرا من قبل ضابط صهيوني قال بأنه أحد ضباط الموساد الإسرائيلي ويحذرنا ويهددنا ويتوعد كل من يواصل العمل مع قناة فلسطين اليوم، ولكن بالتأكيد هذا لن يكون عائقا أمام مواصلة رسالتنا.
ويضيف دلول أن "قناة فلسطين اليوم ومراسليها أخذوا على عاتقهم منذ اللحظة الأولى أن ينقلوا هموم وآلام الشعب الفلسطيني في شتى الصعد ومختلف الملفات الاجتماعية والحياتية للناس أو الوطنية المتعلقة بالاحتلال وانتهاكاته، مشيرا إلى أن قناة فلسطين اليوم من القنوات القليلة التي تنبأت بانتفاضة القدس، حيث أنها صنعت شعارا لهذه الانتفاضة موجود على الشاشة ليؤكد أن هناك ثورة فلسطينية عارمة في ربوع الأرض المحتلة ستقلب المعادلة على الاحتلال الإسرائيلي.
ويوجه دلول رسالته لجميع المشاهدين بأن " الرسالة ستتواصل وسنكمل التغطية سويا رغم الاحتلال واجراءاته وظلم العالم الذي ما زال يقف صامتا على إجراءات الاحتلال، وسنبقى بمشيئة الله على العهد متواصلون ننقل الهموم والآلام".