كُلٌ يريد النجاة في حلب !!
تنتابنا البلادة واللامبالاة؛ عندما
نشاهد القتلى والجرحى بالعشرات والمئات على نشرات الأخبار اليومية، فالقنابل التي
تُلقى على مدينة حلب وشيوخها وأطفالها تجعلهم يهجرون أرضهم وديارهم فارين من هذا النظام الاستبدادي الذي
يقتل شعبه ويدمر ثروته.
حركات نزوح شديدة وانتقالٌ من حي
إلى آخر، هي الحالة اليومية التي يعيشها أهل حلب نتيجة استمرار القصف العنيف
والإعدامات الجماعية التي استهدفت النساء والأطفال وإحراق الشيوخ والشباب، وبحسب
وزارة الدفاع الروسية فقد غادر أكثر من ثلاثة عشر ألفَ مدني مناطق خاضعة لسيطرة
المعارضة في حلب.
تلك المجازر والهجمات العنيفة التي يشنها النظام السوري والمدعوم من روسيا وإيران وبعض
التحالفات الأمريكية، أدت إلى قتل ما يزيد عن 1138 مدني بحسب وكالات
أجنبية.
فالوضع العربي أصبح في حالةٍ يُرثى لها، وما يحدث في سوريا ومدينتها
حلب من قتلٍ وتشريد وسط هذا الصمت العربي القاتل لا يدع مجالا للشك بأن الدول
العربية طرفاً فاعلا في الأزمة السورية وتفكيكها وتقسيمها إلى أنظمة وأقطار كما
تريد الأطراف الإقليمية والدولية ويحلو لها.
ولا يخفى على أحدنا رسالةُ إحدى الفتيات من حلب، تستغيث فيها الأمة
العربية والإسلامية وتستفتي العلماء عن حكم قتل نفسها إذا لم تجد وسيلة للدفاع
عن نفسها قبل أن يعتدي عليها ذئاب النظام السوري.
تماماً كما وصف أحد الفارين من تلك المجازر، بأن ما يحدث في حلب أشد
من أهوال يوم القيامة التي يكون فيها الناس مشغولون بأنفسهم، كلٌ يريد النجاة
والوصول إلى مكان آمن يفترشه ويحتمي فيه.
اُنتهِكت آدمية
الإنسان هناك في حلب، وأصبحت الأرواح البشرية الطاهرة مجرد أرقام تتزايد بشكل
مستمر، فقد سرقوا الحياة من أحياء حلب الجميلة ولم يميزوا بين طفلٍ، ولا امرأة، ولا شيخٍ هرمٍ.
وأخفقنا جميعا
نحن العرب في الوقوف بجانب الإنسان الحر الشريف وتركناه ينزف حتى الرمق الأخير في
وجه القتل والدمار، وأصبحنا وصمة عارٍ على جبين الأمة نقترف المزيد من التحالفات
الدولية مع أعداء الأمة ونتآمر على بعضنا البعض.